ساØر العرب المدير العام
عدد المساهمات : 684 رصيد العضو : 30164 السمعه : 0 تاريخ التسجيل : 21/11/2010 البلد الذي تعيش فيه : jordan العمل/الترفيه : مجتهد المزاج : رايق
احترام القوانين احترام القوانين: (5/5)
| موضوع: احلام قصه طويله جدا الجمعة 3 ديسمبر - 6:23 | |
|
(1) يوم ميلادى
أشرقت الشمس معلنة قدوم يوم جديد .. يوم آخر يجىء برغم كل شىء .. قمت من فراشى بتثاقل وعشرات المطارق تهوى على رأسى من أثر سهاد أمس .. كنت أريد أن أتشبث به لآخر لحظة قبل أن تشرق شمس اليوم معلنة انسحاب سنواتى الربيعية ولتدفع بى على حافة الهاوية حيث تنتصب تحتها سنواتى الثلاثون كسكاكين حادة توشك على تمزيقى .. أطلقت تنهيدة خافتة وأنا أخطو خارج الحجرة بحذر وأدعو الله ألا يتذكر أحد أن هذا اليوم هو ..........- كل سنة وأنتِ طيبة يا أبلة أحلامقالتها أختى الصغيرة (مى) بمرح وبصوت سمعه الجيرانمنحتها ابتسامة صفراء وأنا أقول من بين أسنانى - وأنتِ طيبة يا حبيبتىهممت بالهرب منها قبل أن تسألنى - بقى عندك كام سنة انهاردة يا أبلة؟نظرت لها بغيظ قبل أن أقول - ايه رأيك تحسبيها انتِ .. انتِ عندك كام سنة؟رفعت كفيها معا وهى تفرق أصابعها العشرهززت رأسى وأنا أقول - طيب .. اضربى عمرك X 3 والناتج اضربيه X 2 وبعدين الناتج اجمعيه على نفسه واللى يطلع اقسميه على 4 هتعرفى وقتها عمرى كام سنة انطلقت تعدو إلى غرفتها لتقوم بالعملية الحسابية التى أظنها ستنهيها فى العام القادم بلا شكجلست على المقعد وأنا أفكر ما دام الخبر قد تسرب لمى إذن البيت كله قد تذكر يوم ميلادى الذى تمنيت لو محوته من ذاكرتهم هذا العام بالذاتما أصعب أن تبلغى عامكِ الثلاثون وأنتِ ما زلتِ فى بيت أسرتكِ وتحملين بلا فخر لقب آنسة .. ما أقسى نظرات من حولكِ التى تتباين بين دهشة وتساؤل وإشفاق وشماتة أحيانا وكأنه ذنبى أنا كونى لم أنل شرف الارتباط بأحدهم حتى اليوم وكأن هذا هو المبرر الوحيد لحياتى ومن دونه فربما الموت أفضل لى .. يا لقسوتك أيها الواقع الظالمأفقت على صوت أمى وهى تقول - صباح الخير يا أحلامأجبتها بشرود - صباح الخير يا ماماجلست أمامى وهى تنظر نحوى بحزن لم تنجح محاولاتها فى إخفاءه قبل أن تتصنع المرح وهى تقول - كل سنة وأنتِ طيبة يا حبيبتى أجبتها دون أن أرفع عينى لها - وأنتِ طيبة يا ماماصمتت قليلا قبل أن تستجمع شجاعتها لتقول - هاعملك التورتة بنفسى وأحطلك فيها الشمع و .....- 120 شمعة يا ماماالتفتنا معا نحو المشاغبة الصغيرة وهى تهتف بذكاء وتلوح بكراستها فى انتصارشهقت أمى وهى تقول - 120 شمعة ليه هو عيد ميلاد أم زينهم!!جذبتها من يدها وانتزعت الكراسة لأرى معادلتها العبقرية قبل أن أقول - نسيتِ تقسميها على 4 نظرت لها بتهديد قبل أن أقول - روحى واقسميها قبل ما أقسمك أنا نصينانطلقت تعدو من أمامى و قامت أمى من مكانها وكلمتها ترن فى أذنى ( أم زينهم) تلك العجوز التى أظنها أكبر معمرة فى الكون والتى تسكن حينا وتعد أهم ظواهره .. لا أحد يجهل أم زينهم .. ولا أحد يتأخر عن أى طلب تطلبه .. وكل يوم تشرق الشمس تصيبنا بالدهشة من كونها مازالت على قيد الحياة وابتسامتها العجوز لا تفارقها رغم وحدتها .. فلا نرى لها أبناء أو أحفاد ولا أحد يزورها .. ولا أحد يعرف من هو زينهم هذا الملتصق باسمها ولا أين هو .. تنهدت فى صمت وأنا أتخيل وحدتى بعد سنوات وسنوات من الآن لأتحول بدورى إلى أم زينهم جديدة .. ارتجفت من الفكرة وهززت رأسى بعنف لأنفضها عنى قبل أن يخترق صوت مى طبلة أذنى وهى تهتف- 60 شمعة يا أبلة صح نظرت لها وشياطين الغضب تتقافز من عينى قبل أن أمسك بخفى وأعدو خلفها لألقنها درسا يعلمها ألا تخطىء فى الحساب مرة أخرى ولا سيما حساب سنوات عمرى الـ ... ثلاثون
[size=21][b](2) لا جديد فى الأفق
ذهبت فى طريقى للعمل فى تلك المكتبة الصغيرة التى تجاور بيتنا والتى يملكها كهل طيب هو عم حامد الذى ما زال يؤمن بقيمة الكتاب ويحلم بأن يقدره الناس حق قدره .. وبرغم صعوبة هذا الحلم فى وقتنا هذا إلا أنه ما زال يتشبث به وبكتبه الكثيرة التى تكتظ بها المكتبة والتى قليلا ما تجد رواجا عند الناس .. وقد رفض تماما أن يغير نشاط مكتبته أو حتى أن يضيف لها بعض ما يجعلها ذات نفع مادى له على الأقل .. يا له من موقف نادر وتمسك بالمبدأ قلما نراه عند أحد
قمت بفتح المكتبة وجلست فى مكانى المفضل لأكمل قراءة الرواية التى بدأتها بالأمس .. أنا أيضا أعشق الكتب والروايات .. أعشق أوراقها الصفراء والرائحة المميزة التى تنبعث منها والتى تنقلنى لعوالم أخرى تمنح شخوصها الحق فى الحياة والسعادة
- إزيك يا أحلام
رفعت عينى نحو الصوت الذى أعرفه ونظرت للقوس قزح البشرى الماثل أمامى .. كتلة من الألوان مُزجت معا لتخرج منها الآنسة سمية بشعرها المصبوغ بذهبى صارخ ووجهها الملون بألوان الطيف وملابسها التى لا تخرج عن الأحمر أوالبرتقالى أوالأصفر بكل درجاتهم .. وقفت أمامى وهى تلوك اللادن كعادتها ويبتسم فمها المطلى بلون شديد الحمرة كأنما فرغت لتوها من التهام دلو من المربى .. دفع مظهرها ابتسامة صغيرة لتشق جانب شفتى وأنا أقول
- أهلا يا سوما
سوما كما تحب أن يناديها كل من حولها تعمل فى محل الملابس الجاهزة القريب من المكتبة وهى فتاة شديدة الفضول ولا تكف عن زيارتى كل يوم صباحا لتروى لى آخر الأخبار كوكالة أنباء عالمية دون أن أطلب منها ذلك .. هززت رأسى بصمت دون أن أتابع كلامها وعيناى على صفحات الرواية حتى أنهت نشرة أخبارها وانصرفت بسلام .. تنهدت فى صبر وأكملت القراءة وقد عاد الهدوء إلى المكان أخيرا
انتهى يوم العمل الهادئ الذى لم يأت فيه سوى شخص أو اثنين إلى المكتبة ممن لا زالوا يقدرون قيمة الكتاب .. لكم أشفق عليك يا عم حامد .. عدت إلى البيت وما أن خطوت إلى الداخل حتى انشقت الأرض فجأة عن المشاغبة الصغيرة وهى تتقافز كالقرد وتهتف فى سعادة
- عريس .. عريس .. عريس يا أبلة أحلام
ويقفز معها قلبى ليستقر فى كعب حذائى ! [/size][/b] | |
|