الآداب الواجبة مع القرآن
إعداد
خادم القرآن الكريم
محمد بن محمود حوا
الواجب نحو القرآن:
التلاوة والتجويد:
قال تعالى: ] إنما أُمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها ووله كل شيء وأُمرت أن أكون من المسلمين وأن أتلو القرآن [.
أي وأُمرت أن أتلو القرآن قال ابن كثير: (أي أتلوه على الناس وأُبلغهم إياه.. أي أنا مبلغ ومنذر) والمقصود أن النبي r
أُمر بتلاوة القرآن لنفسه ولأمته ولتبليغه للناس وبيانه ولتحريك القلوب به
وإحياء النفوس به بإذن الله عز وجل وقد جاء في دعاء إبراهيم:
]ربنا وأبعث فيهم رسولٌ منهم يتلو عليهم آياتك [.
وقال جل وعلا:
]هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويعلمهم الكتاب والحكمة[.
فالتلاوة هي الطريق
إلى هذا العلم والجسر إلى ذلك الفهم وهي الباب الذي يلج منه الإنسان إلى
تأثر قلبه وميل نفسه وهداية عقله واستقامة سلوكه بالقرآن الكريم:
] واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته[.
ولنقف مع الأجر ولننظر إلى الأثر ولنعرف الآداب ولنجتنب المحاذير في شأن تلاوة القرآن.
أما الأجر: فتأتينا الآيات التي تُهيّج النفوس المؤمنة والقلوب المُحبة المتشوقة إلى مثوبة الله ورضوانه:
]إن
الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية
يرجون تجارة لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفورٌ شكور[.
قال ابن كثير: (أي
يرجون ثوابا عند الله لابد من حصوله..وفي.. فضائل القرآن أنه يقول لصاحبه
إن كل تاجر من وراء تجارته وإنك اليوم من وراء كل تجارة).([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط])
و عائشة رضي الله عنها عن رسول الله r أنه قال:
(الذي يقرأ القرآن وهو ماهرٌ به مع السفرة الكرام البررة)
الذي يحسن التلاوة ويجيدها تصحيحاً وترتيلاً مع السفرة الكرام البررة
منْزلته مع الملائكة الأطهار في منزلة عالية سمواً بإيمانه وارتفاعاً
وقرباً لصلته بالله عز وجل ورفعة لمنزلته وتعظيماً لأجره، قال النووي (قال
القاضي يحتمل أن يكون معنى كونه مع الملائكة أن له في الآخرة منازل يكون
فيها رفيقا للملائكة السفرة لاتصافه بصفتهم من حمل كتاب الله تعالى ويحتمل
أن يراد أنه عامل بعملهم وسالك مسلكهم)([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]) (والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق فله أجران)([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط])قال النووي: وأما الذي يتتعتع فيه فهو الذي يتردد في تلاوته لضعف حفظه فله أجران أجر بالقراءة وأجر بتتعته في تلاوته ومشقته([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]).
الذي يُعاني مشقة في
القراءة فهو لا يُجيدها ولا يُحسنها فليقبل على القراءة فإن الله عز وجل
يُعظم له أجره ويكون له أجر المشقة وأجر التلاوة بإذن الله.
وفي حديث ابن مسعود:
(من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشرة أمثالها لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]).
وأما الأدب الذي ينبغي أن يكون في تلاوة القرءان حتى يدرك القارئ الأجر ويتحقق أثر التلاوة، فيتمثل في:
الترتيل:
قال عز وجل:
]ورتل القرءان ترتيلا[.
وجاء القوم أرتالاً أي بعضهم إثر بعض أي شيئاً فشيئا.
وهذه أم سلمة سئلت عن وصف قراءة النبي r فوصفتها قال: (فإذا هي تنعت قراءة مفسرة حرفاً حرفا)([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]).
أي أنه كان يتلو القرءان بتؤدة وتأني وترتيل حتى كأنك تسمع كل حرفٍ وحده وتميزه عن غيره.
وسُئل أنس t عن قراءة رسول الله r فقال:
(فقال: كانت مدا. ثم قرأ بسم الله الرحمن الرحيم يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم)([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]).
فمدها t ليبيّن كيفية قراءة المصطفى r .
وعن ابن مسعود أن رجلا جاء فقال:
(قرأت المفصلَ في
ركعة فقال ابن مسعود هذّاً كهذِّ الشعر) أي سرعة وتتابع من غير ترتيل
وحُسن تلاوة (هذاً كهذّ الشعر إن أقواماً يقرؤون القرءان لا يُجاوز
تراقيهم ولكن إذا وقع في القلب فيرسخ فيه نفعٌ)([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]).
فهذه هي الغاية من
الترتيل: ألا وهي التوقير والإجلال للقرآن وحصول فرصة التدبر والتأمل ومن
بعد ذلك حصول فرصة التغير والتأثر بهذا القرءان.
ومن هنا قال ابن عباس t (لأن أقرأ سورة البقرة فأرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله هذرمة)([وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]). أي من غير ترتيل وحُسن تلاوة.
وحسن التلاوة معين
على التدبر، يقول ابن كثير في الترتيل:" المطلوب شرعاً إنما هو تحسين
الصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه"، ويقول النووي:" الترتيل مستحب
للتدبر وغيره"، قال ابن باز عن قارئ القرآن:" ينبغي له أن لا يتعجل، وأن
يطمئن في قراءته، وأن يرتل...المشروع للمؤمن أن يعتني بالقرآن ويجتهد في
إحسان قراءته، وتدبر القرآن والعناية بالمعاني ولا يعجل"، والعكس صحيح
فالقراءة السريعة بعيدة كل البعد عن التدبر كما قال القرطبي:" لا يصح
التدبر مع الهذّ".
الحفظ والتمكين:
وحفظ القرآن سمة لهذه الأمة وخصيصة لهذا القرآن وحجة لله في هذا الزمان على بني الإنسان، ومما يساعد على حفظ القرآن:
- تعهد الله سبحانه وتعالى بحفظ كتابه فقال:] إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون[.
- تيسيره للتلاوة والحفظ: قال الحق جل وعلا: ]ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مُدّكِر